حادث "WeRide" الصادم يهز الثقة في تقنيات القيادة الذاتية بمعرض DRIFTx بأبو ظبي

شهد معرض DRIFTx، الحدث الأبرز في منطقة الشرق الأوسط المخصص لتكنولوجيا التنقل الذكي، والذي أقيم مؤخراً في جزيرة ياس بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، حادثاً مفاجئاً لمركبة ذاتية القيادة تابعة لشركة WeRide الصينية (المدرجة في بورصتي هونغ كونغ HKEX: 0800 وناسداك NASDAQ: WRD.

وقد أثار الحادث ضجة واسعة بين المشاركين والمستثمرين، وألقى بظلال من الشك على مستوى جاهزية بعض تقنيات القيادة الذاتية العالمية وقدرتها على العمل بسلاسة خارج البيئة الصينية.أضرار بالغة في "منطقة الاختبار الحصرية"

وقع الحادث أثناء عرض خاص ضمن فعاليات DRIFTx، وهو معرض يُعنى بالجيل القادم من المركبات ذاتية القيادة والمطارات، في منطقة تُعرف بأنها المنطقة الوحيدة المعتمدة لاختبارات القيادة الذاتية في الإمارات.

ووفقًا لتقرير الشرطة، وقع الحادث عندما اندمجت المركبة ذاتية القيادة مع مسار المركبة ذاتية القيادة دون إعطاء إشارة. ولم تُسجل أي إصابات.

وتؤكد التقارير أن الأضرار التي لحقت بالمركبة كانت جسيمة ومتركزة في الجانب، مما يشير إلى اصطدام جانبي أو تعرض المركبة لضغط عنيف.وشملت الأضرار الموثقة صورياً وعبر شهادات الشركات المشاركة ما يلي:

تلف هيكلي حاد:

تعرض الجانب بالكامل لضرر كبير وملحوظ.فشل تقني في الاستشعار: اقتلاع وفصل أجهزة الاستشعار الجانبية (Side Sensors) التي تُعد عيون المركبة وأدواتها الأساسية في جمع البيانات والتعرف على البيئة المحيطة.

فقدان مرآة الرؤية الجانبية:

سقوط مرآة المركبة، مما يزيد من الأسئلة حول طبيعة وزاوية الاصطدام.وقد أكدت مصادر من شركات أخرى كانت تشارك في العرض أن الواقعة حقيقية، وأن صور الأضرار التي تم تداولها تعكس حالة المركبة بعد الحادث مباشرة.

التداعيات على الثقة والسوق

يأتي هذا الحادث ليضع شركة WeRide، وهي واحدة من أبرز الشركات الرائدة في تطوير حلول التنقل الذاتي، تحت المجهر. ففي الوقت الذي تتسارع فيه الإمارات لاستقطاب تقنيات المستقبل، فإن وقوع حادث في منطقة اختبار محددة وحصرية (جزيرة ياس) يمثل تحدياً مزدوجاً:

أولاً: يثير الحادث تساؤلات جدية حول بروتوكولات السلامة وأنظمة الطوارئ المتبعة في هذه المركبات، خصوصاً عند خروجها من بيئة التطوير المعملية إلى بيئات العرض العامة.

ثانياً: يهدد الحادث بتقويض الثقة العامة في تقنيات القيادة الذاتية، وهي ثقة تحتاج إلى سنوات طويلة من الاختبار والتوثيق لبنائها، خاصة مع ارتفاع الوعي بتحديات هذه التقنية، كما ظهر سابقاً في مقالات تحليلية حول تراجع الاهتمام بمركبات المدى الممتد (EREV) في الصين لصالح السيارات الكهربائية النقية (EV).

إن الأداء في مثل هذه العروض العالمية، وفي بيئة إماراتية شديدة الحساسية والدقة مثل جزيرة ياس، يُعد بمثابة "تأشيرة ثقة" للشركات في المنطقة. وقد يؤدي هذا الخلل إلى إعادة تقييم لبعض خطط التوسع أو الشراكات المحتملة لـ WeRide في أسواق الشرق الأوسط، التي تمثل جسراً حيوياً للشركات الصينية الطموحة. ويترقب السوق الآن البيان الرسمي للشركة لمعرفة الأسباب الجذرية للحادث وكيفية تعاملها مع الأزمة.