ما القصة الخفية وراء مبيعات سيارات صينية مستعملة بدون أي كيلومترات ؟

شهد قطاع السيارات الصيني جدلاً متزايداً حول ما يُسمى "السيارات المستعملة التي لم تقطع أي كيلومترات" - وهي سيارات مسجلة لكن لم تُقد قط، تغمر سوق السيارات المستعملة الصيني. وتُبدي شخصيات بارزة في هذا القطاع، مثل رئيس مجلس إدارة شركة جريت وول موتور، وي جيانجون، آراءها بصراحة، وتُثير هذه الممارسة انتقادات لتشويهها بيانات المبيعات، وتضليلها للمستهلكين، وتقويضها لاستقرار السوق على المدى الطويل. ويكمن جوهر ظاهرة "سيارات مستعملة بلا كيلومترات" في عملية تسجيل السيارات الجديدة على أنها مُباعة، غالباً لتجار تابعين أو منصات تابعة لجهات خارجية، ثم إعادة بيعها كسيارات مستعملة رغم قلة عدد الكيلومترات المقطوعة أو انعدامها. وتخدم هذه المناورة أغراضاً متعددة مثل مساعدة شركات صناعة السيارات على تحقيق أهداف المبيعات، وتمكين التجار من التخلص من المخزون غير المباع، وفي بعض الحالات، الاستفادة من الدعم أو سياسات التصدير المرتبطة بحالة تسجيل السيارة.

ما سبب انتشار ممارسات بيع سيارات مستعملة بدون كيلومترات ؟ 

ويشير المحللون إلى أن هذه الممارسة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحديات النظامية في هذه الصناعة. ولا تزال الطاقة الإنتاجية الفائضة تُمثل مشكلة مُلحة، حيث بلغ مخزون سيارات الركاب 3.5 مليون وحدة في أبريل 2025. وتعمل بعض الشركات المصنعة بأقل من 50% من طاقتها الإنتاجية، مما دفعها إلى اتباع أساليب عدائية لتخفيف ضغط المخزون. إضافةً إلى ذلك، أدت حروب الأسعار الشديدة والاعتماد على الدعم الحكومي، لا سيما في قطاع مركبات الطاقة الجديدة (NEV)، إلى خلق ظروف مواتية لاستراتيجيات بيع غامضة كهذه.

ما عي المخاطر للمستهلك بسبب شراء سيارة صينية مستعملة بدون كيلومترات ؟ 

وعلى الرغم من أن أسعار هذه المركبات غالبًا ما تكون جذابة - أحيانًا أقل بنسبة 30% من سعر التجزئة الأصلي - إلا أنها تنطوي على مخاطر خفية كبيرة. ويبدأ الضمان عادةً عند التسجيل، مما يعني أن المشترين قد يفقدون أشهرًا من التغطية. كما تأتي بعض الطرازات مصحوبة بقروض غير مدفوعة أو سجلات ملكية غير واضحة، مما يُعرّض المستهلكين لمشاكل قانونية ومالية محتملة.

كيف يمكن أن تؤثر بيانات مبيعات السيارات الصينية المضخمة علي الاستثمار ؟ 

يحذر محللو السوق من أن العواقب طويلة المدى تتجاوز المعاملات الفردية. فبيانات المبيعات المُضخّمة بشكل مصطنع يمكن أن تُضلل المستثمرين، وتُشوّه طلب السوق، وتُشوّه المنافسة. على سبيل المثال، انخفضت أسعار السيارات المستعملة لطرازات مثل BYD Qin L بنسبة 30-40% عن أسعارها الرسمية المعلنة، مما أدى إلى تأثير تسلسلي على الطرازات المنافسة، وساهم في انهيار أوسع في توقعات الأسعار.

كيف استجابت السلطات في الصين لأرقام المبيعات الاحتيالية للسيارات ؟ 

استجابةً للقلق المتزايد، عقدت وزارة التجارة الصينية اجتماعًا رفيع المستوى في 27 مايو مع جهات فاعلة رئيسية، بما في ذلك BYD ودونجفنج ومنصة Guazi للسيارات المستعملة. وتركزت المناقشات على تشديد الرقابة على معاملات السيارات المستعملة ومكافحة تقارير المبيعات الاحتيالية. وتشير التقارير إلى أن المسؤولين يدرسون أطر عمل مماثلة لنهج هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية المسمى "حشو القنوات"، وهو أسلوب تلاعب مالي تبالغ فيه الشركات في تقدير إيراداتها عن طريق ضخ فائض المخزون في قنوات التوزيع.

كيف يمكن التخفيف من ضغط المخزون في السوق الصيني ؟ 

يدعو خبراء القطاع إلى التخلي عن الأساليب قصيرة الأجل. وتشمل الاستراتيجيات الموصى بها إعادة موازنة تخطيط الإنتاج، وتعزيز الشفافية في سجلات المركبات وضماناتها، وتوسيع نطاق صادرات السيارات المستعملة الخاضعة للتنظيم إلى الأسواق الخارجية مثل روسيا لتخفيف الضغط المحلي.

هل يمثل الخصم 30% علي السيارات المستعملة الجديدة أي تهديد ؟ 

يُنصح المستهلكون بفحص الإعلانات التي تحمل علامة "شبه جديدة" ومقارنتها بالأسعار الرسمية لتجنب الوقوع في فخّ المفاجأة. قد يشير الخصم الكبير الذي يزيد عن 30% إلى أن السيارة مستعملة لم تقطع صفر كيلومتر. ينبغي على المشترين استخدام أرقام تعريف المركبة (VINs) للتحقق من تواريخ التسجيل وسجلات الخدمة ومطالبات التأمين. كما يُعدّ اختيار وكلاء موثوقين، والمطالبة باتفاقيات ضمان مكتوبة، والتأكد من سداد جميع الالتزامات المالية على السيارة خطوات بالغة الأهمية.

متي يمكن شراء سيارة مستعملة صينية لم تقطع أي كيلومترات ؟ 

عندما تكون فروق الأسعار طفيفة - أقل من 15% - ينصح الخبراء بالاستمرار في شراء السيارات الجديدة للاحتفاظ بتغطية الضمان وراحة البال. ومع ذلك، في الحالات التي تفوق فيها الخصومات الكبيرة خسارة المزايا، يجب على المشترين توخي الحذر وموازنة الخيارات المتاحة.

الصورة الأشمل

على الرغم من أن البعض يجادل بأن انخفاض أسعار السيارات المستعملة التي قطعت صفر كيلومتر هو استجابة طبيعية للسوق بسبب فائض العرض، إلا أن الكثيرين في هذا القطاع يرونه أمراً خطيرًا. ودعا وي جيانجون وآخرون إلى العودة إلى الأساسيات التي تشمل الابتكار، وجودة المنتج، وثقة المستهلك. وبدون إصلاح منهجي، يُهدد الاعتماد على هذه الأساليب بتآكل قيمة العلامة التجارية وتآكل الأسعار وانعدام الثقة.