الخميس، 18 أبريل 2024

10:43 ص

اسلام حويلة يكتب : خليها تصدي!! وماله خليها تصدي (الجزء الأول)


لا أهتم على الإطلاق بما يحدث على السوشيال ميديا ، ربما اتابع البعض لكنى لا اكترث للمعظم ، فما يدور لأيام على صفحات "فيسبوك" يعبر عن حالة مؤسفة نعاني منها نحن المصريون ، فلا عقل يعمل ، ولا منطق ينفع.

هي أشبه بنماذج تعاني من اضرابات نفسية حادة ، نماذج تفرغ طاقتها وكبتها في الصراخ والعويل لما لمسوه في حياتهم من احباط واكتئاب جعلهم من الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، ينتظرون فرجا من الله ، وندعو الله لنا ولهم بالفرج القريب.

ومن بين ما يحدث هذه الأيام هي حملة "خليها تصدي" التي انطلقت منذ شهر تقريبا ، وهي تدعو لعدم شراء السيارات حتى تقوم الشركات بالبيع بالسعر العادل ، والذي لا يعلمه أحد ولا يعرفه منطق.

فالسعر العادل هو مصطلح مطاط ، غير ممسكوك نهائيا ، فما هو عادل بالنسبة لي يكون ظالما للآخر وهكذا ، ولا يمكن أن يتم تحديد هامش ربح لشركة ما ، فالطبيعي أن آليات الاقتصاد الحر والرأسمالي تفرض نفسها لتحديد السعر الأفضل والتنافسي.

لكن ليس معنى كلامي أن يرضخ المستهلك للأسعار ، ففي أعتى الشعوب الديمقراطية ذات الرأسمالية المتوحشة ، يقف المستهلك لها بالمرصاد ، ان شعر ان هناك مغالاة في اي منتج يقوم بالاستغناء عنه ، وهو أمر بديهي ومنطقي في العقل الجمعي لهذه المجتمعات الراقية ، أنا من يدفع ، اذا انا من يقرر الشراء وليس أحد آخر.



لا يعنيني من هم أعضاء الحملة ، كم عددهم ، شخص أو عشرة او 10 ملايين ، ما يعنيني في الحقيقة هو المنطق الذي تقوم عليه الحملة أو مطالبات الحملة ، هو منطق مشروع أم لا ؟

قولا واحدا هو منطق مشروع لا غبار عليه ، لكن يجب أن نكون أكثر وضوحا حتى تحقق الحملة وغيرها من المطالبات أهدافها.

أولا : لا يمكن وضع البيض الفاسد كله في سلة واحدة

هناك شركات تغالي جدا في الربح ، تستغل عقلية مستهلك أصفها بكل اسف أنها محدودة جدا ، عقلية لا تستوعب ما يقال ، تتخذ من سياسة القطيع اسلوب حياة ، هذه الشركات قامت بلاستغلال الأمثل لعقلية المستهلك وقامت ببث الشائعات والأكاذيب طوال20 سنة لتجعل من سيارة فاشلة (جدا) عالميا أنجح سيارة في السوق المصري.
سيارة حوادثها قاتلة ، تنعدم فيها مواصفات الأمان ، لكن مهما تكتب وتقول ، هيهات هيهات ، فالسيارة رقم 1 في سعر اعادة البيع ، واسعار قطع غيارها في "رخص التراب" ، نستوردها من بلدها (اليابان) ومن الخليج ومن الأردن حيث لا سوق لها ، وكانت النتيجة ان هذة السيارة تم وقف انتاجها تماما (سيارة فاشلة بكل المقاييس العالمية) ، وعندما قررت الشركة اليابانية انتاج سيارة "نظيفة" SUV طرحها الوكيل بسعر مبالغ فيه ، وقام بزيادة سعرها 6 مرات خلال 3 شهور، بسبب سياسة تعطيش السوق واحداث قوائم انتظار وهمية بالاتفاق مع الموزعين والتجار ، وبيعها بـ"الأوفر برايس" ورفع سعرها الرسمي تدريجيا.
ورغم ان السيارة لا علاقة لها بالتخفيضات الجمركية (منشأ غير أوروبي) ، فكان من المفترض أن يزيد سعر السيارة عندما زاد سعر الدولار الجمركي ، لكن بكل "بجاحة" قام الوكيل بخفض سعر السيارة 50 ألف جنيه تقريبا!!


50 ألف جنيه ربح اضافي غير الربح الأصلي المبالغ فيه وربح الموزع والتاجر ، وتأتي وتقول لي خليها تصدي؟
طبعا خليها تصدي ألف مرة لعلها فرصة من السماء أن يزول الصدأ عن عقلية الكثير من المستهلكين ، وتتغير عاداتهم في أساليب الشراء

فهل هذا الوكيل يستحق أي نوع من التعاطف ؟ بالتأكيد يستحق "خازوق" يخلص القديم والجديد.

لكن هل هو لوحده ؟ الإجابة لا ، هناك 3 وكلاء مثله تماما سيتم تناولهم تباعا ، والعجيب انهم ينتمون لنفس جنسية الوكيل سالف الذكر!
اذا فمعنى ذلك ان هناك وكلاء يحترمون أنفسهم ويحترمون العميل ، أو على الأقل تجبرهم ظروف السوق والاستمرار فيه على تقديم سعر مناسب ، وبالطبع لن أذكر أسماء على الأقل حاليا لمنع القيل والقال.

اذن خلاصة النقطة أولا ، أن وضع الفاسد والشريف في سلة واحدة هو أمر لا يستوي ، ويجب على الحملة أو القائمين عليها أن يكونوا أكثر تحديدا في مقاطعة وكلاء والثناء على وكلاء ، حتى يتحقق الهدف الأمثل والأسمى من الحملة.

ثانيا :
الأمر الثاني سيكون في المقال القادم
مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search