هل حقاً تراجع الاتجاه لشراء السيارات الكهربائية عالمياً ؟!!

بينما قد توحي الأخبار الرئيسية بأن نهاية السيارات الكهربائية باتت وشيكة، مع تراجع الشركات المصنعة ونضوب الاستثمارات، إلا أن الواقع أكثر تعقيدًا. صحيح أن بعض الأسواق تشهد تباطؤًا وأن بعض شركات صناعة السيارات تعيد النظر في جداولها الزمنية، لكن الصورة العالمية ترسم صورة مختلفة. على الأقل في الوقت الراهن. قد تغير الأشهر القادمة الموازين مجددًا، لا سيما في المناطق التي تشهد تقلبات سريعة في السياسات وسلوك المستهلكين. وتظهر بيانات جديدة نموًا في مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات الهجينة القابلة للشحن عالميًا هذا العام، مدعومةً بالطلب المتزايد في الصين وأوروبا. ووفقًا لأرقام شركة رو موشن، بيع ما يقارب 18.5 مليون سيارة كهربائية وهجينة قابلة للشحن عالميًا بين يناير ونوفمبر 2025، ما يمثل زيادة بنسبة 21% عن العام الماضي.

أين يتركز النمو؟

وكما هو متوقع، تتصدر الصين القائمة بمبيعات بلغت 11.6 مليون سيارة، بزيادة قدرها 19% عن الفترة نفسها من عام 2024. بينما لا تزال أوروبا سوقًا أصغر بكثير، حيث بيع 3.8 مليون سيارة كهربائية وهجينة قابلة للشحن، إلا أنها شهدت معدل نمو أعلى مع قفزة في المبيعات بنسبة 33%.

ويظهر تحليل أدق للسوق الأوروبية زيادةً في مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل بنسبة 35% هذا العام، وزيادةً في مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن بنسبة 39%. وقد ساهمت فرنسا في هذا النمو، حيث شهدت مبيعاتها في نوفمبر، ولأول مرة هذا العام، ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1% فقط.

مبيعات السيارات الكهربائية بين (يناير - نوفمبر 2025)

العالم: 18.5 مليون مركبة (+21%)
الصين: 11.6 مليون مركبة (+19%)
أوروبا: 3.8 مليون مركبة (+33%)
أمريكا الشمالية: 1.7 مليون مركبة (-1%)
بقية العالم: 1.5 مليون مركبة (+48%)

الأداء في ايطاليا والسوق الأوروبي

كما شهدت إيطاليا أداءً قويًا في نوفمبر، حيث قفزت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن إلى 25 ألف وحدة بعد إطلاق برنامج تحفيزي لتشجيع السكان المحليين على بيع سياراتهم القديمة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي. مع ذلك، قد يتغير مسار السوق الأوروبية سريعًا. وكشفت المفوضية الأوروبية عن خططها لإلغاء الحظر المقترح لعام 2035 على مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، وهو تراجعٌ مدفوعٌ إلى حد كبير بضغوط جماعات المصالح في هذا القطاع.

ماذا عن أمريكا؟

الوضع مختلف تمامًا في أمريكا الشمالية، وخاصة في الولايات المتحدة. فبينما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في نوفمبر مقارنةً بأكتوبر، وهو أول شهر بدون الإعفاء الضريبي الفيدرالي للسيارات الكهربائية، إلا أنها لا تزال أقل بكثير مما كانت عليه عندما كان الإعفاء البالغ 7500 دولار متاحًا. وتشير بيانات شركة رو موشن إلى أن المبيعات في أمريكا الشمالية انخفضت بنسبة 1% هذا العام، مما يعني أنها سرعان ما أصبحت من الدول المتأخرة عالميًا في تبني السيارات الكهربائية. بعد قرار الرئيس ترامب بإلغاء معايير كفاءة استهلاك الوقود CAFE، من غير المرجح أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن الخارجي بمعدل كبير، وقد تنخفض في نهاية المطاف.

1.5 مليون سيارة كهربائية وهجينة في باقي العالم

في المقابل، سجلت بقية دول العالم، المجمعة في مجموعة البيانات، 1.5 مليون عملية بيع للسيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن هذا العام، بزيادة قدرها 48 بالمائة مقارنة بعام 2024. وعلى الرغم من أن الأحجام أصغر، إلا أن النمو يشير إلى أن الكهرباء لا تزال تكتسب زخماً في العديد من المناطق، ولكن ليس دائماً في الأماكن التي يتم التركيز عليها.