تقارير صينية : دخول أفاتر لمصر .. ثورة هادئةً في مملكة الأهرامات

تناولت تقارير صينية عديدة دخول شركة أفاتر الصينية للسوق المصري خلال يوليو 2025، حيث وقّعت أفاتر ومجموعة قصراوي المصرية رسميًا اتفاقية لحصول الشركة المصرية علي وكالة المجموعة الصينية بمصر ، مما يشير إلى نجاح أفاتر في الفوز بأول سوق أفريقية لها بعد أسواق الإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن، وبالتالي تنطلق في خطاها العالمية خطوةً أخرى إلى الأمام. ولا يمثّل هذا التعاون إنجازًا هامًا في استراتيجية أفاتر العالمية فحسب، بل سيضخ أيضًا حيوية جديدة في سوق المركبات الكهربائية الجديدة في مصر، بل وفي أفريقيا بأكملها.

التعاون الاستراتيجي: بناء منظومة السوق المصرية في ثلاثة أشهر

وبموجب الاتفاقية، تعتزم أفاتر استكمال طرح المنتجات من موديلاتها، وبناء قنوات التوزيع، وإطلاق العلامة التجارية في السوق المصرية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وبصفة القصراوي شركة محلية عملاقة تتمتع بخبرة تزيد عن 40 عامًا في السوق المصرية، تغطي أعمال مجموعة قصراوي مبيعات السيارات ، وتجميع سيارات ، والعقارات، والسياحة، والنقل، وغيرها من المجالات. وبحلول عام 2024، ستصل حصتها السوقية في سوق سيارات الركاب في مصر إلى 20%. وبالاعتماد على خبرة مجموعة قصراوي التشغيلية المحلية وموارد قنوات التوزيع، ستعمل أفاتر بسرعة على بناء صورة علامة تجارية راقية تلبي احتياجات المستخدمين المحليين.

التخطيط العالمي: التوسع الاستراتيجي من الشرق الأوسط إلى أفريقيا

ومنذ دخولها السوق الدولية عام ٢٠٢٤، وضعت أفاتر خطة استراتيجية في الشرق الأوسط وأفريقيا، تتمحور حول "الدخول في الإمارات العربية المتحدة، والتوسع في قطر، والوصول إلى الأردن"، وفي الوقت نفسه، روجت للدخول لأربعة أسواق خارجية رئيسية هي رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ورابطة الدول المستقلة، والشرق الأوسط وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية. وحتى الآن، أكملت أفاتر إدراجها في تايلاند والإمارات العربية المتحدة، مع نقاط تواصل تغطي ٢٥ دولة ومنطقة، و٥٥ متجرًا. وفي عام ٢٠٢٥، سيتجاوز عدد نقاط المبيعات المحلية لأفاتر ٧٠٠ نقطة، تغطي أكثر من ٢٠٠ مدينة، ومن المخطط أن تغطي الأسواق الخارجية ٥٠ دولة ومنطقة، وستواصل دخول السوق الأوروبية في عام ٢٠٢٦. ولا يعد دخول السوق المصرية هذه المرة تعميقًا لاستراتيجية الشرق الأوسط وأفريقيا فحسب، بل يشير أيضًا إلى بدء أفاتر رحلتها رسميًا في السوق الأفريقية. 

التمكين التكنولوجي: التكامل العميق بين التكنولوجيا الصينية والموارد المحلية

وبصفتها علامة تجارية رائدة في مجال السيارات الكهربائية الذكية عالية الجودة، مدعومة من قبل شانجان للسيارات وهواوي وكاتل، تدعم أفاتر عملية العولمة بمفهومها التصميمي "الفخامة العاطفية الجديدة" وقوتها التقنية. تدمج منتجاتها المحلية المعروضة للبيع تقنيات التصنيع الذكي للسيارات من شانجان للسيارات، وحلول هواوي الذكية، وتكنولوجيا الطاقة من كاتل، مما يُسهم في تعزيز قدرتها التنافسية. حاليًا، تُشكل أفاتر منتجات سيارات السيدان والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) من أفاتر 11، أفاتر 12، أفاتر 07، أفاتر 06، ولكل منتج مزايا فريدة في قطاعات سوقية مختلفة. في السوق المصرية، ستعتمد أفاتر على قدرات الإنتاج المحلية لمجموعة قصراوي، وستدمج سياسة الحكومة المصرية الجديدة في صناعة السيارات الكهربائية لتعزيز تطبيق التكنولوجيا وتكامل السلسلة الصناعية، وتحقيق التمكين المتبادل "التكنولوجيا الصينية + الموارد المحلية".    

فرص السوق: المركبات العاملة بالطاقة الجديدة في مصر تتمتع بإمكانات هائلة

وباعتبارها ثاني أكبر سوق للسيارات في أفريقيا، شهدت مصر نموًا قويًا في مجال مركبات الطاقة الجديدة خلال السنوات الأخيرة. ووفقًا للبيانات الرسمية المصرية، تجاوز عدد مركبات الطاقة الجديدة المسجلة في مصر 1419 مركبة في الربع الأول من عام 2024، وهو رقم قريب من المبيعات السنوية في السنوات السابقة، وقد أُنتج معظمها في الصين. ولتشجيع انتشار مركبات الطاقة الجديدة، اعتمدت الحكومة المصرية سلسلة من السياسات، منها إعفاء واردات المركبات الكهربائية من الرسوم الجمركية، ودعم شراء السيارات، وتوسيع شبكات الشحن، وتخطط لزيادة نسبة المركبات الكهربائية إلى 10% بحلول عام 2030. كما استثمرت الحكومة المصرية 1.5 مليار دولار أمريكي في توسيع مصانع ومحطات شحن المركبات الكهربائية، مما يوفر بنية تحتية متينة لتطوير صناعة مركبات الطاقة الجديدة.

تأثير الصناعة: العلامات التجارية الصينية تعيد صياغة مشهد سوق السيارات الفاخرة

وينظر إلى التعاون بين أفاتر ومجموعة قصراوي في قطاع السيارات على أنه مؤشر مهم على أن العلامات التجارية الصينية لمركبات الطاقة الجديدة تتحدى العلامات التجارية الفاخرة التقليدية. ولطالما هيمنت العلامات التجارية مثل أودي وجاجوار ولاند روفر، على سوق السيارات الفاخرة المصرية، وتُعيد أفاتر، بفضل مزاياها المتميزة في التكنولوجيا الذكية والتفاعل العاطفي، رسم ملامح السوق من خلال مفهوم "الفخامة الجديدة". وأشار بعض المحللين إلى أن نموذج أفاتر القائم على "التكنولوجيا الصينية + الموارد المحلية" لا يقتصر على خفض التكاليف بفعالية فحسب، بل يُقدم أيضًا للمستخدمين المصريين تجربة تتجاوز العلامات التجارية الفاخرة التقليدية من خلال تقنيات مبتكرة مثل القيادة الذكية وأنظمة التحكم العاطفية.