غياب الكوريين والأوروبيين في شنغهاي وسط هيمنة صينية

أقيم مرة أخرى معرض شنغهاي للسيارات الذي يقام كل عامين . وحتى في خضم الأزمات العالمية الحالية، لا يزال المعرض أكثر حيوية من المعارض السابقة. وبحسب المنظمين، وافتتح المعرض في 23 أبريل وانتهي في 2 مايو، يليه حضور ما يقرب من 1000 مشارك محلي ودولي في قاعة المعرض، مما يشير إلى الحماس الكبير لتطوير صناعة السيارات، وخاصة في عصر المركبات ذات الطاقة الجديدة. وشهد المعرض غياب بعض العلامات التجارية المعروفة للسيارات. ويأتي غيابهم بشكل واضح بما يشير إلى تحول كبير في الاتجاه في المشهد العالمي للسيارات، وخاصة في السوق الصينية الديناميكية.

غياب الشركات الكورية عن معرض شنغهاي 

وكان غياب ثلاث شركات كورية عملاقة لصناعة السيارات، بما في ذلك هيونداي وكيا وجينيسيس. وهذه هي المرة الأولى منذ دخول السوق الصينية في عام 2002 التي لا تشارك فيها علامة تجارية كبرى في المعرض المرموق. ويقال إن غيابهم يأتي في ظل الصراع الذي تعاني منه العلامات التجارية الكورية الجنوبية، والتي شهدت انخفاض حصتها السوقية في الصين، حيث بلغت 1.6% فقط بحلول نهاية عام 2024.

الصين تطلق استراتيجية عالمية للمركبات

وعلى الرغم من عدم تمكنها من حضور المعرض، عقدت شركة بكين هيونداي اجتماعا استراتيجيا للتبادل في شنغهاي قبل أيام قليلة من المعرض. وفي هذه المناسبة، أطلقوا أول منصة سيارات SUV كهربائية بالكامل وهي LEXIO. ورغم التحديات الحالية، أكدت الشركة أيضاً التزامها بالسوق الصينية من خلال استراتيجيتها "الصين للصين للعالم"، والتي تشير إلى طموحها لجعل الصين قاعدة إنتاج للسوق العالمية. وكما هو الحال مع هيونداي، أعلنت شركة جينيسيس، قسم السيارات الفاخرة التابع لها، في وقت سابق أنها دخلت "العصر 2.0"، مع التركيز على العمليات الأكثر نضجًا في حين تستعد لمزيد من التوسع في السوق الصينية في المستقبل.

شركات فرنسية وبريطانية تغيب عن شنغهاي

بالإضافة إلى العلامات التجارية الكورية، اختارت بعض العلامات التجارية الأوروبية، وخاصة من فرنسا والمملكة المتحدة، أيضًا عدم المشاركة في معرض شنغهاي 2025. ولا يمكن رؤية سيارات سيتروين وبيجو الفرنسيتين بالمعرض، وكذلك جاجوار ولاندروفر البريطانيتين. اختارت شركة لاندروفر مسارًا مختلفًا من خلال استضافة حدث منفصل لمناقشة استراتيجية التحول الكهربائي في الصين.

تراجع لشركات السيارات الفاخرة في شنغهاي

وهناك اتجاه آخر مثير للاهتمام وهو الانخفاض في حضور العلامات التجارية الفاخرة الكبرى. على عكس معرض 2023، حيث شاركت مازيراتي، ولامبورجيني، ورولز رويس، وبنتلي، وبورشه في أجنحة مشتركة، هذا العام حافظت بنتلي وبورشه فقط على حضورهما في معرض شنغهاي للسيارات. ويأتي الخروج في وقت شهدت فيه مبيعات قطاع السيارات الفاخرة للغاية في الصين انخفاضا حادا.

هيمنة العلامات التجارية المحلية على قطاع السيارات الفاخرة

وفي الوقت الذي تواجه فيه العلامات التجارية الفاخرة المستوردة انتكاسات، تظهر العلامات التجارية المحلية الصينية أنيابها بشكل متزايد في قطاع السلع الراقية. تجاوزت مبيعات العلامة التجارية الفاخرة Yangwang التابعة لشركة BYD مؤخرًا 10 آلاف وحدة. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت السيارة الجديدة Meyxtro S800، والتي تستهدف بشكل علني عملاء مايباخ ورولزرويس لأول مرة قبل إطلاقها الرسمي في شهر مايو. وتظهر هذه الخطوة طموح الشركات المصنعة المحلية للاستحواذ على سوق المنتجات الراقية.

شركات صينية تعاني من مشكلات

شهدت صناعة المركبات الكهربائية  أيضًا تحولًا كبيرًا. العديد من الشركات الناشئة التي تواجه مشاكل مالية، مثل Hiphi وJiyue وNeta، لم يكن لديها تواجد في المعرض. في الواقع، تواجه الشركات الثلاث تحديات تشغيلية ثقيلة إلى حد ما، بدءاً من شركة هيفي، التي تدخل في عملية الإفلاس، إلى شركة جيوي، التي تواجه نزاعات مع الموردين، إلى شركة نيتا، التي تعاني من مشاكل الديون.

شركات ناشئة جديدة بالمعرض

كما ظهرت شركات جديدة مثل شاومي موتورز وليب موتورز في المعرض وهيما التابعة لهواوي وحصلوا علي اهتمام كبير في المعرض. ويمثل وجودهم أحدث موجة من الابتكار في صناعة السيارات في الصين، التي أصبحت أكثر نضجًا وتنافسية على نحو متزايد.

هيمنة المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة في المعرض

ورغم غياب العديد من اللاعبين القدامى، نجح معرض شنغهاي  للسيارات 2025 في جذب عدد قياسي من المشاركين، مما يدل على حيوية وجاذبية سوق السيارات الصينية. وتؤكد هيمنة المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة في المعرض على اتجاه صناعة السيارات العالمية نحو الكهرباء. إن النجاح الذي حققته العلامات التجارية المحلية في اختراق قطاع السيارات الفاخرة وظهور لاعبين جدد في صناعة السيارات الكهربائية يوفر لمحة عن المنافسة المتزايدة والابتكار في أكبر سوق للسيارات في العالم.