معرض شنغهاي 2025 : البقاء للأقوى !!

تسعى شركات السيارات العالمية، مثل بي إم دبليو وفولكس فاجن وجنرال موتورز، إلى الحفاظ على حصتها السوقية في الصين، في ظل تهديد الرسوم الجمركية والمنافسة الصينية المتزايدة لمبيعاتها. وعرضت شركات صناعة السيارات الرائدة أحدث طرازاتها المصممة خصيصًا للصين في معرض شنغهاي للسيارات هذا الأسبوع، في محاولة للحفاظ على قدرتها التنافسية في أكبر سوق سيارات في العالم. ويرى بعض خبراء الصناعة أن معرض هذا العام في الضواحي الصناعية المترامية الأطراف لشانغهاي يمثل نقطة تحول. وبعد ثلاثة عقود من سعي بكين لبناء صناعة سيارات عالمية المستوى، تُشكّل الشركات المصنعة المحلية حوالي ثلثي المبيعات داخل الصين، وحصة متزايدة من الصادرات العالمية.

سوق السيارات الصيني يبلغ 31.4 مليون سيارة العام الماضي

وبفضل الدعم الحكومي للتخلي عن السيارات القديمة لصالح أحدث الموديلات، تقبّل السائقون الصينيون التحول إلى السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات والسيارات الهجينة بنسبة 40% العام الماضي. وأفادت جمعية مصنعي السيارات الصينية أن إجمالي مبيعات السيارات، بما في ذلك الحافلات والشاحنات، بلغ 31.4 مليون سيارة العام الماضي في أكبر سوق عالمي من حيث المبيعات، بزيادة قدرها 4.5% مقارنة بالعام السابق.

مبيعات السيارات التقليدية في الصين تمثل نصف المبيعات

وقابل نمو مبيعات السيارات الكهربائية انخفاض مبيعات السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين والديزل، والتي لا تزال تُمثّل ما يزيد قليلاً عن نصف مبيعات السيارات الجديدة. وتجاوزت شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية "بي واي" شركة تسلا كأكبر مُصنّع للسيارات الكهربائية في العالم من حيث المبيعات العام الماضي، مُحققةً إيرادات تجاوزت 100 مليار دولار. وأعلنت الشركة مؤخرًا عن نظام شحن فائق السرعة للسيارات الكهربائية، يُمكنه، على حد قولها، توفير شحن كامل لأحدث سياراتها الكهربائية في غضون خمس إلى ثماني دقائق، وهو الوقت اللازم تقريبًا للتزود بالوقود من المضخة. وتخطط الشركة لبناء أكثر من 4000 محطة شحن جديدة في جميع أنحاء الصين.

البقاء للأقوى

وللوصول إلى السوق الصينية الضخمة المُحتملة، أقامت شركات صناعة السيارات الأجنبية، مثل فولكس فاجن وجنرال موتورز وبي إم دبليو وفورد، مشاريع مشتركة مع شركات محلية مملوكة للدولة بدءًا من ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مما ساعدها على بناء القدرات والتكنولوجيا اللازمة للمنافسة على نطاق عالمي. كما أنشأت سلاسل توريد واسعة النطاق في شنغهاي ومراكز تصنيع رئيسية أخرى، مما ساعد على ازدهار شركات كبرى أخرى في صناعة السيارات الصينية، مثل بي واي دي وجيلي وجريت وول موتورز. وفي ظلّ منافسة شرسة محليًا، تتوسّع شركات صناعة السيارات الصينية بسرعة في العديد من الأسواق العالمية، مستحوذةً على حصة سوقية بفضل سيارات السيدان وسيارات الـSUV والشاحنات الصغيرة ذات الأسعار المعقولة نسبيًا. وقال تشو لي جون، مدير وكبير الباحثين في معهد أبحاث ييتشه، ، إنّ معرض شنغهاي للسيارات يُمثّل ملتقىً لـ"البقاء للأقوى". وأضاف أنّه يُمثّل أيضًا نقطة تحوّل، إذ تحوّلت شركات صناعة السيارات المحلية من دور داعم إلى كونها الجهات الفاعلة الحقيقية على الساحة العالمية.

الرسوم الجمركية وتحديات أخرى

هذا لا يعني أنّ جميع شركات صناعة السيارات الكهربائية تعمل بمفردها, فقد تعاونت شركة BYD مع دايملر، التي تُعرف الآن بمجموعة مرسيدس-بنز، لإطلاق علامتها التجارية دينزا الفاخرة. وأتاح فتح الأسواق على نطاق أوسع أمام المنافسة الأجنبية لمشتري السيارات خيارًا لسيارات مبتكرة وبأسعار معقولة. لكنّ ذلك كان بمثابة نعمة ونقمة لشركات صناعة السيارات القديمة مثل جنرال موتورز وفورد وتويوتا وفولكس فاجن، التي تواجه الآن منافسة شرسة محليًا ودوليًا.

رسوم ترامب

وضاعف ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية، رافعًا إياها إلى 145%. وقد أدى إعلانه الأخير عن تعليق لمدة 90 يومًا إلى تجنيب العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك اليابان، مؤقتًا رسومًا جمركية شاملة بنسبة 24%. إلا أن رسومًا جمركية أساسية بنسبة 10% وضريبة بنسبة 25% على السيارات المستوردة وقطع غيار السيارات وصادرات الصلب والألمنيوم لا تزال سارية . وتدفع الرسوم الجمركية الأمريكية والأوروبية المرتفعة على السيارات الكهربائية المصنعة في الخارج الشركات الصينية الجديدة إلى نقل إنتاجها إلى أسواق أقرب، حيث يختار المزيد من المستهلكين الغربيين أحدث الطرازات الصينية.