الصين قد تُجبر كبرى شركات صناعة السيارات على الاندماج

صناعة السيارات في الصين ضخمة وسريعة التطور، ويكاد يكون من المستحيل متابعتها أحيانًا. وحتى الشركات الغربية الكبرى مثل تويوتا وفولكس فاجن، وكلاهما راسخ في السوق، تُدير مشاريع مشتركة متعددة في الصين تُنتج نماذج مشتركة. ومع تنافس مئات العلامات التجارية - العديد منها مملوكة للدولة الصينية - على مكان في سوق تنافسية متزايدة، تسعى الحكومة الصينية الآن إلى اتباع نهج أكثر بساطة. والهدف هو دمج شركات صناعة السيارات الرئيسية المدعومة من الدولة لتعزيز الكفاءة، وتقليل التكرار، وتسريع تحول البلاد إلى السيارات الكهربائية.

مسئول صيني يدعو الشركات المملوكة للدولة لإعادة الهيكلة

وأثناء حديثه في فعالية عُقدت مؤخرًا في بكين، دعا نائب رئيس لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة التابعة لمجلس الدولة الصيني شركات صناعة السيارات إلى إعادة هيكلة عملياتها وتنظيمها. ويرى هذا المجلس أن من خلال تجميع موارد التطوير والتصنيع، يُمكن لهذه الشركات أن تُصبح أكثر تنافسية، لا سيما في مواجهة علامات القطاع الخاص النشطة.

100 شركة مملوكة للدولة تنتج السيارات بالصين

وتُشرف اللجنة على ما يقرب من 100 شركة مملوكة للدولة، مثل شركة تشونجتشينج شانجان للسيارات، وشركة دونجفنج موتور، ومجموعة فاو الصينية، وفقًا لتقارير نيكي آسيا. وفي فبراير الماضي، أفادت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست أن الحكومة تدرس ضم دونفجنج وتشانجان إلى مجموعة قابضة واحدة. وفي حال حدوث ذلك، قد يتفوق الكيان المُدمج على شركة بي واي دي ويصبح أكبر مُصنّع للسيارات الكهربائية في الصين، وهو ما يُمثل تحولًا كبيرًا في المشهد.

خطوة كبيرة متوقعة لصناعة السيارات الصينية

وقال محلل في مورجان ستانلي عن الصفقة المحتملة: "إن إعادة الهيكلة، إذا تحققت، ستكون خطوة كبيرة نحو دمج الصناعة، وستكون ذات أهمية كبيرة لصناعة السيارات الصينية على المدى الطويل".

شانجان باعت 2.68 مليون سيارة في 2024 

وفي العام الماضي، باعت شانجان 2.68 مليون سيارة، بينما باعت دونجفنج 2.48 مليون سيارة. ومع ذلك، لم تواكب الشركتان BYD في التحول إلى السيارات الكهربائية، ولم تحققا أهداف مبيعاتهما من السيارات الكهربائية العام الماضي. أشار إيفان لي، مدير الصناديق في شركة لويال ويلث مانجمنت، إلى أن "إعلانات الشركتين تشير على ما يبدو إلى اندماج محتمل للشركتين الأم المملوكتين للدولة، على الرغم من أنهما لم تُدليا بتصريح قاطع بشأن ذلك". وأضاف أن الحكومة ترى على الأرجح أن الاندماج وسيلة للحد من المنافسة الداخلية وتحسين وضع القطاع لتحقيق النجاح على المدى الطويل.

المشاريع المشتركة لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا

وعلى الرغم من الأداء المخيب للآمال في قطاع السيارات الكهربائية، لا تزال الشركتان مندمجتين بعمق في منظومة صناعة السيارات الصينية الأوسع. تحتفظ دونجفنج بمشاريع مشتركة مع نيسان وهوندا وبيجو وسيتروين، بينما تتعاون شانجان مع فورد ومازدا. وقد تُعقّد هذه التحالفات أي اندماج، لكنها تُبرز أيضًا القيمة الاستراتيجية لكلا الشركتين في السوق العالمية.