استقالة رئيس نيسان التنفيذي بعد فشله في تأمين مستقبل الشركة

 أعلنت نيسان عن تغييرات كبيرة في أعلى قيادتها, حيث كشفت الشركة أن الرئيس التنفيذي ماكوتو أوشيدا سيتنحى عن منصبه، وأن إيفان إسبينوزا، الرئيس التنفيذي الحالي للتخطيط، سيتولى المنصب اعتبارًا من 1 أبريل 2025. ويُنهي هذا أسابيع من التكهنات حول من سيخلف أوشيدا، الذي قاد شركة صناعة السيارات المتعثرة لأكثر من خمس سنوات. ويتولى إسبينوزا منصبه وسط ظروف صناعية صعبة وأداء ضعيف. وقاد أوشيدا، الذي تولى منصبه عام 2019 عقب فضيحة كارلوس غصن، انتعاشًا في عامي 2022 و2023. إلا أن عام 2024 شهد قصة مختلفة، مع انخفاض المبيعات، ونتائج مالية مخيبة للآمال، وخطة إعادة هيكلة شملت تخفيضات في الإنتاج وتسريح عمال. وكان كل ذلك قبل انهيار محادثات الاندماج مع هوندا مؤخرًا.

تغييرات قيادات نيسان ضروري لبقاء الشركة

وأكد ياسوشي كيمورا، العضو المنتدب الخارجي المستقل ورئيس مجلس إدارة نيسان، أن هذا التحول ضروري لبقاء الشركة. وقال : "نظرًا للتحديات التي تواجهها الصناعة على نطاق واسع وأداء نيسان، نعتقد أنه من الضروري والمناسب تغيير فريق الإدارة العليا حيث أن نيسان في خضم التحول. ونعتقد أننا اخترنا الشخص المناسب المؤهل لقيادة الشركة في هذه الأوقات".

رئيس نيسان التنفيذي يسلم الراية لخليفته

ومن جانبه، اتخذ أوشيدا نهجًا أكثر دبلوماسية في شرح رحيله. وقال: "لقد كنت أقول إن التنحي عن منصبي سيقرره مجلس الإدارة. وكما قلت الشهر الماضي، أعتقد أن اختيار مدير نيسان في أقرب وقت ممكن وتسليم الراية بسرعة إلى خليفتي هو السبيل لتحمل المسؤولية كرئيس تنفيذي للشركة. ولتحقيق هذه الغاية، كنت أسعى جاهدًا لتحسين أداء نيسان".

طريق نيسان الحالي هو العودة للنمو

ومع ذلك، أقر أوشيدا بأنه منذ الكشف عن خطته للتحول في الخريف الماضي، شكك المنتقدون الداخليون والخارجيون في قيادته. وأضاف: "إن الأولوية القصوى لنيسان اليوم هي الخروج من الوضع الراهن بأسرع وقت ممكن وإعادة الشركة إلى مسار النمو". وبالطبع، يُصبح قول ذلك أسهل من فعله في ظلّ مواجهة صفقة اندماج فاشلة وضغوط خارجية وشيكة، مثل الرسوم الجمركية التي اقترحها دونالد ترامب على الواردات اليابانية أكبر أسواق نيسان. وتُعدّ ذروة كل هذه المشاكل سببًا في رحيل أوشيدا المُبكر، مع أنه سيبقى مديرًا حتى الاجتماع العام السنوي للشركة في يونيو 2025.

تغييرات أخري في قيادات نيسان

ولكن ليس دور الرئيس التنفيذي وحده هو الذي يتغير - فقد أجرت نيسان أيضًا تغييرات في لجنتها التنفيذية. وتعمل شركة صناعة السيارات على توسيع أدوار بعض المديرين التنفيذيين واستبدال آخرين، مُعلنةً بذلك الجولة الثانية من التغييرات الإدارية بعد الجولة الأولى من التحولات في يناير. وإلى جانب أوشيدا، من المقرر أن يغادر عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين نيسان، بمن فيهم كونيو ناكاغورو (رئيس قسم التكنولوجيا)، وهيديوكي ساكاموتو (المدير التنفيذي المسؤول عن التصنيع وإدارة سلسلة التوريد)، وأساكو هوشينو (رئيسة قسم العلامة التجارية وخدمة العملاء)، وهيدياكي واتانابي (رئيس قسم الاستراتيجية والشؤون المؤسسية). ووفقًا لنيسان، صُممت هذه "التشكيلة القيادية المُجددة بشكل كبير" لمساعدة الشركة على تحقيق "أهدافها قصيرة ومتوسطة المدى مع تهيئة نفسها للنمو على المدى الطويل". يبقى أن نرى ما إذا كان هذا النمو سيتحقق، ولكن هناك أمر واحد واضح: الشركة تراهن على التغيير.