الأربعاء، 24 أبريل 2024

09:13 ص

الشرطة عندنا وعندهم

saleh

saleh


كلمة شرطة تعني للوهلة الاولي اداة حفظ الامن والنظام، وهذا التوصيف هو المعني الاشمل للكلمة، وقد شعرنا بالاهمية القصوي لهذا الجهاز مع حالة الانفلات الامني بعد ثورة 25 يناير وتردي الاوضاع في الشارع ،والتي يحاول الجهاز بكل ما أوتي من امكانيات بشرية وغيرها ان يتعافي منها ،ولكنه لم يتعاف منها بالكامل حتى الآن .. ولكن هل معني ذلك ان رجل الشرطة لا يتدخل في اي موقف او طارئ وفقا لمهام وظيفته؟، ام انة فقط يؤدي المطلوب منه وفقا للقطاع او الادارة التي ينتمي اليها ؟،والتي تتطلب اداء مهمة بعينها ..!
الامر في مصر مختلف كثيرا عن المعني للوظيفة الشرطية في الكثير من دول العالم .. فرجل الشرطة يؤدي المهمة المكلف بها فقط وفقا لما تقتضية مهام ادارته فضابط الجوازات مثلا يقضي نوبته او دوامه في المطارات او الموانئ ،وبمجرد ان ينتهي الدوام بساعاته ودقائقه الكئيبة، ليس لة علاقة بالزي الذي يرتديه في مواجهة اي ظرف يقضي تدخلة بصفته، الشرطية كحادث مروري او تحرش او ما شابه ذلك .. ويكون تدخله هنا بناء علي شهامة مصرية معروفة ،او ضمير انساني، ليس اكثر وليس بصفته رجل شرطة ..
أثير هذا الموضوع هنا بعد تجربة عشتها منذ عدة سنوات في احدي زياراتي الي مدينة دبي الساحرة بكل شئ يرتبط بالمدنية والرقي، والتقدم بكل ما تعنيه هذة الكلمات .. ففي احدى الليالي ادركت تماما معني كلمة شرطة ومهام رجل الشرطة بالمعني الشامل للكلمة .. فبعد قضاء احدى السهرات مع مجموعة من اصدقائي ( بعضهم يقيم هناك ) كانت الساعة تشير الي الثالثة بعد منتصف الليل كان علينا ان نقوم بتوصيل احد اصدقائنا الي مدينة الشارقة حيث يسكن هناك نظرا لتدني اسعار ايجار الشقق عنها في دبي .. كانت الشوارع النظيفة المنظمة تكاد تكون خالية من السيارات فالفجر لم يبقى على اذانه سوى ساعة تقريبا ،وبالتالي فلا داعي للاحترام الحازم للمرور .. وهنا كان الخطأ من صديقنا القائم بمهمة القيادة، والمقيم منذ سنوات في المدينة .. ففي احدي التقاطعات كانت الاشارة الضوئية تزهى بنورها الاحمر، وبالتالي كان علية التوقف ،وهو ما قام به فعلا رغم خلو الشوارع من المارة والسيارات، وكانت تقف بجانبنا احدى السيارات الفان بلون ابيض مكتوب عليها اسم الجهة التي تتبعها وبنوع من الفضول دققت في الكلمات المكتوبة علي جانب السيارة فعرفت انها تتبع وزارة الداخلية بدولة الامارات ،وتحديدا هيئة الجوازات والاقامة على ما اتذكر .. وبدون مقدمات فتح سائق الفان الزجاج الجانبي ووضح انة يرتدي الزي العسكري وبدا عليه الاستياء من شيء ما ،وبدأ في التحدث بصوت عال موبخا صديقنا الذي يتولي القيادة مع تهديدة بسحب رخصة القيادة .. حقيقة لم افهم كل الكلمات التي قالها ولكن توسلات صديقنا بانه لن يكرر هذا الخطأ مرة اخرى، دلت علي ان هنالك شئ ما .. وبعد ان تركنا دون اتخاذ اي اجراء .. سئلت صديقي ما الذي حدث ؟،كانت الاجابة انة وقف بجزء من العجلات الامامية علي خط حد الوقوف للمشاة مع انة لا يوجد مشاة ولا امل في وجودهم في مثل هذا التوقيت ،ولكنه القانون ،يطبق في اي وقت .. السؤال الاسرع بعد ذلك وما شأن رجال الجوازات بالمرور فكانت الاجابة ان رجل الشرطة من حقه وفقا لمهام وظيفته التدخل ضد اي خرق للقانون ،بغض النظر عن الادارة التي ينتمي اليها .. فرجل الشرطة اداة لتنفيذ القانون ايا كان موقعه، فلا فرق بين رجل الشرطة المكلف بتنظيم المرور، او ذلك الذي يتولى اي مهمة شرطية اخرى .. وبالتالي فالمواطن هناك يشعر بالامان في كل وقت، كما انه يجبر على الالتزام بالقانون، لانه ببساطة مراقب بطريقة غير مباشرة .. وهذا هو الفرق بين الشرطة عندهم وعندنا .
صالح عبد المجيد

الموضوعات المتعلقة

هشام الزيني يكتب : البنك المركزي والفرق الثلاثة
عمرو عكاشة يكتب : للتكنولوجيا وجه آخر
هشام الزيني يكتب: صعود. ترنح. سقوط
أسهل الطرق لشراء وبيع السيارات على الإنترنت
انتعاش سوق السيارات في مصر
إقبال المصريين على مواقع الإعلانات المبوبة
هشام الزيني يكتب : التجربة التركية والسويسرية
اسلام حويلة يكتب :كارت “الباشا”.. ترخيص بالقتل
محمد علي يكتب :هل تتخلص اسبيرانزا من الوهن وتعود بقوة الى السوق
عمرو عكاشة يكتب : الواد بيموت قبل أبوهكلمات مفتاحية: صالح عبدالمجيد |
مقالات |
مقالات الرأي

كتب: admin

من قسم: مقالات الرأي

مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search