الجمعة، 26 أبريل 2024

04:30 م

الى المواطن الـ"شيزوفرانيا" : إذهب انت ومن معك للـ"أوفر برايس" .. فلولا أنتم لكانوا فقراء


هناك نوعان لا ثالث لهما من مشترو السيارات الجديدة ، نوع باع سيارته ويبحث عن جديدة ، والآخر بات قوسين أو أدنى من تحقيق حلم امتلاك سيارة.

أما الأول فلا أجد مبررا على الإطلاق يجعله يدفع في سيارة جديدة 20 أو 30 ألف جنيه فوق سعرها ، لمجرد عدم انتظاره لشهرين أو ثلاثة ، فيكفى عليه ما سيدفعه من أموال نظير ترخيص سيارته الجديدة ، والتى لم تكن(الرسوم) موجودة منذ ثلاثة شهور ، ربما أتفهم مبرره قبل تطبيق الرسوم الأخيرة لترخيص السيارات ، يمكن وصفها بالخوف من زيادة الرسوم بشكل كبير ، أما الآن فالرسوم محددة سلفا ومعلنة في جميع وسائل الاعلام ومواقع التواصل.

وأيضا لا يمكن أن يكون مبرره هو الخوف من ارتفاع أسعار السيارات ، فإذا كان انتظر شهورا وربما سنوات ، وهو يشاهد الارتفاع في الأسعار حتى وصلت لمستوى الثبات النسبي ، فكيف هداه تفكيره لهذا المنطق الغريب؟

العجيب ان نفس المواطن الذي يرتضى دفع أموال زائدة (أوفر برايس) ، هو ذات نفس المواطن الذي يشتكي ليل نهار من ارتفاع اسعار الخدمات والسلع ، نهارا يلعن ويسب الحال الذي وصلنا إليه ،ومساء يهرول الى تاجر السيارات ليدفع له (الأوفر برايس) ليحصل على سيارته.

هو مواطن لديه شيزوفرانيا (انفصام في الشخصية) ، ينتظر شهورا ليحصل على سعر مناسب لسيارته التي قرر بيعها ، ولا يطيق صبرا للانتظار 3 شهور أخرى ، ولو أنه صبر قليلا ، لجذب معه نفس الفئة من المواطنين الـ"شيزوفرانيا" ، ولاستقام حال سوق السيارات وانتهت ظاهرة "الأوفر برايس".

ولو أن الأمر مجرد كلمات أكتبها أو غيري ، لكنا أصلحنا الكون وما فيه ، ولكن هي عاداتنا ولا نشتريها ، كمن يخطب في الناس حب الوطن ، وجميع أفعاله وتصرفاته ضد الوطن.

النوع الثاني ، من يحلم بامتلاك سيارة ، فهو أضل وأشقى ، انتظر سنوات وسنوات حتى يحقق حلمه ، وجاء على الخطوة المتبقية ، ولم يستطع صبرا ، استدان من اجل دفع الزيادة (الأوفر برايس) ، وربما حرم بيته وأولاده من أجل ذلك ، وربما ذهب الى أبعد من هذا ، فستجده يتشاجر في السوبر ماركت ، عندما زادت كرتونة البيض 3 جنيهات ، أو قاطع محلا بجوار منزله لأن صاحبه قرر رفع سعر كيلو السكر 50 قرش!

ولهؤلاء جميعا وغيرهم أقول ، لا تتبعوا سياسة القطيع ، لا تجعلوا من أنفسكم سببا لثراء البعض ، لا تندفعوا الى حجز وشراء سيارة بمجرد أن الأخبار تداولت عن نفاذها ، وامتداد شهور حجزها ، صدقوني ، السيارات الجديدة تشابه بعضها ، ربما اختلفت الماركات وتوحدث الموديلات ، فالشركة الواحدة أصبحت تضم على الأقل ماركتين ، ثم صممت شاسيها واحدا لعدة موديلات ، وزودتهم جميعا بنفس المواصفات إلا ما رحم ربي ، فلا تندفعن وراء شركة زعمت أن الدفعة الأولى بيعت بالكامل ، فانت لا تعلم يا مواطن ان الدفعة التي بيعت مكونة من 25 سيارة فقط!!

دعنى أقول لك أمرا : توكيل جديد باع بالفعل الدفعة الأولى وعددها 50 سيارة ، وعند البحث في الأمر ، تبين أن صاحب التوكيل يمتلك مجموعة شركات تعمل في مجالات عدة ، قام ببيع السيارة بتخفيض كبير وبالتقسيط لموظفيه في المجموعة ، صحيح ان الدفعة بالفعل تم بيعها ، ويمكنك أن تتأكد من ذلك في ادارة المرور ، لكن كم من أمور ظاهرها فيها الرحمة وباطنها فيها العذاب.
مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search