تقرير يجيب على التساؤل الهام : يعني إيه سيارة مصرية ؟!

في كل يوم تطالعنا الصحف المصرية بتقرير أو اثنين يتحدث عن تصنيع السيارة المصرية في وقت قريب وأن مصر ستشهد تصنيع هذه السيارة التي ستكون أول سيارة مصرية تصنع في العصر الجديد بعد مصنع النصر ومحاولاته السابقة ولكن لا تقدم أية تفاصيل حول هذه السيارة ، ولا سر تسميتها بسيارة مصرية ولا الفارق بينها وبين أي سيارة أخرى تجمع في السوق المحلي.

وآخر هذه التصريحات ظهرت من قبل الدكتور إبراهيم الغزاوي، خبير تطوير الشركات، وقال إن العام الجديد سيشهد صناعة أول سيارة مصرية من خلال شركة النصر للسيارات".

في البداية السيارات في العصر الحديث لا يمكن أن نطلق عليها أنها ذات جنسية موحدة فالشركة البافارية BMW تستورد مكونات لتصنيع سياراتها من مناطق مختلفة في العالم بل أنها تستورد الضفائر الكهربائية لتصنيع سياراتها في مصانع ألمانيا وتستورد مكونات أخرى من مناطق مختلفة وبالتالي لا يمكن أن نقول أن سيارات BMW ألمانية بنسبة 100% لأن هناك مكونات عديدة دخلت في تصنيع هذه السيارات.

وينطبق نفس الأمر على باقي سوق السيارات في العالم ،ولكن فكرة الترويج لسيارة مصرية 100% يعني أن هذه السيارة ستصنع بمكونات محلية كاملة بدون استيراد أي مكون واحد وبالطبع نعلم جميعًا أن صناعة المكونات في مصر قاصرة على تجهيزات معينة ترتبط بزجاج السيارات واجزاء بالجسم الخارجي والكماليات الداخلية بعيدًا تمامًا عن المكونات الميكانيكية للسيارة فلا يوجد في مصر مصنع ينتج محركات السيارات أو الفتيس أو غيرهم.

وبالتالي فالسبيل الثاني أمامنا أنها ستكون سيارة مجمعة محليًا بنسب مكونات معنية محلية والباقي مستورد ،وبالتالي فهي لا تختلف عن السيارات الأخرى التي تصنع في مصر مثل سيارات هيونداي وجنرال موتورز ونيسان وسوزوكي ولادا ومرسيدس وBMW ، والا سيكون علينا أن نطلق على هذه السيارات لقب مصرية !!

وهناك سؤال آخر لأن الفكرة غالبًا ما تدور حول استخدام مصنع النصر لانتاج تلك السيارة بعد احياؤه والحديث عن وجود شركات صينية تتفاوض على ذلك أهمها فاو التي نفت لمارشدير الأمر تمامًا، وبالتالي نسأل أنفسنا هل هي سيارة جديدة تمامًا ستحمل اسم مختلف خاص بمصر وبالتالي يصعب أن نجد شركة توافق على تحقيق هذا الأمر أم أنها سيارة مجمعة محليًا بنسب مكون محلية وبالتالي لا يمكن أن تكون سيارة مصرية بهذا الوصف والخيار الثالث مستحيل لأنه لا يوجد انتاج كامل لمكونات السيارات في مصر.

وبالتالي رجاءً من الصحف والتقارير التي تتناول الأمر والمسئولين من قطاعات وتوجهات مختلفة الذين يخرجون ليؤكدوا اطلاق السيارة المصرية ولا أدرى ما مصدرهم في ذلك التوقف عن الخداع وتسمية الأمور بمسمياتها وعدم تناول الأمر حتى يصبح واقع حتى لا يمر علينا 2018 مثل 2017 دون أن نجد أي سيارة حتى لو كانت توك توك !!