الجمعة، 26 أبريل 2024

04:17 م

الحلول الفردية.. وحلول الدولة في صناعة السيارات !!


مشكلة صناعة السيارات في مصر ليست مشكلة وليدة اليوم ولا اللحظة، فهذه الصناعة لم تسر علي نفس نهج التطور الطبيعي في أي دولة أخري في العالم بدأت عملية تصنيع السيارات منذ الستينيات، بل حتي أن بعض الدول التي بدأت في هذه الصناعة متأخرة عن مصر بكثير أصبحت من الدول المتفوقة في هذه الصناعة، ومن المحزن أن نري دول كانت بعيدة كل البعد عن مصر تعد الآن من الدول التي تنتج كميات كبيرة من السيارات وهذا أمر نراه بوضوح في البرازيل وايران والمغرب وحتي بعض الدول الافريقية التي أخذت ريادة كبيرة في هذا المجال.

وطبعًا لن نتحدث عن تجربة جنوب افريقيا التي تصنع فيها شركات كبيرة الكثير من السيارات التي لا توزع فقط محليًا في جنوب افريقيا ولكن يتم بيعها في دول أخري في العالم، بينما تقتصر غالبية عمليات التصنيع المحلية المحدودة في مصر علي السوق المحلي دون التصدير الا من شركات قليلة وبنسب محدودة.

خريطة صناعة السيارات كان في الوضع الطبيعي لها أن تجعل مصر في الوقت الحالي علي رأس القارة الافريقية وعلي رأس منطقة الشرق الأوسط بل ومن أكبر مصنعي السيارات في العالم مع كبر حجم سوقها المحلي وتوسطها في العالم وقدرتها علي التصدير بسهولة عبر الاتفاقيات العديدة التي وقعتها في فترات سابقة.

بالطبع الجميع يعلم كيف تم مواجهة هذه الصناعة وكيف تم تخريب شركة النصر للسيارات منذ سنوات ليس فقط بغلقها وتدمير معدات فيها بالملايين كما يشتكي مؤسسها عادل جزارين دائمًا ولكن من البداية بعدم اعتماد خطة طموحة للتطوير تجعل النصر ومعها مصانع جديدة نواة لهذه الصناعة للتصدير قبل التصنيع المحلي كما فعلت المغرب وغيرها من الدول.

الفكرة التي باتت أمام المواطن المصري الذي يعشق السيارة كل حسب ذوقه أن الحلول الخاصة بالدولة في هذا المجال لم تعد مجدية، فأسعار السيارات مرتفعة جدًا وحتي فكرة التصنيع المحلي عبر استراتيجية السيارات الجديدة أشبه بنوع من الكابوس أكثر من كونه وسيلة لتحقيق أهداف الصناعة مع تركيزه علي مصالح فردية لبعض الشركات علي حساب باقي الشركات في ظل ظروف ومعادلات في السوق يعرف الجميع كيف تدور وأوضاع اقتصادية لاتناسب حتي بيع 200 الف سيارة من كل الشركات في العام.

الحلول الفردية باتت هي الطريق أمام المواطنين الراغبين في تقديم الحل بأنفسهم، وان كان كالعادة البعض حاول استغلال رغبة الناس في سيارة جيدة بسعر رخيص في النصب وتقديم سيارات وهمية، وهو ما دفع شاب مصري لتحويل توك توك الي صورة سيارة صغيرة تتسع لستة ركاب عن طريق قيامه بالتصنيع المحلي لها، ولكن بالنسبة له عليه أن يقوم بالجهد كله بصورة فردية ولا يتوقع مساندة من الدولة لفكرته التي ربما تكون أفضل في الصورة من التكاتك المنتشرة التي بالطبع زيادتها تصب في صالح البعض.

الكثيرون حاولوا التوجه بأفكار مشابهة للدولة لمحاولة التصنيع، ولكن لعبة الكبار لا يمكن اختراقها واستثمارات بالميارات من الكبار لا يمكن التنازل عنها بسهولة وهكذا سيصبح أمام هذا الشاب التحدي ليقوم بالتجربة بأكملها بنفسه ولن يكون عليه أن يقنع المسئولين بل أن يقنع المشترين بفكرته والسيارة التي يقدمها ويعتمد فكرة التصنيع الذاتي علي أمل أن يكون له دور في تغيير ملامح الصورة في مصر ولو بسيارة توك توك.
مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search