الجمعة، 26 أبريل 2024

12:09 م

تحليل : هذه أسباب امتناع المواطنين عن شراء السيارات!!


أصبح سوق السيارات كارثيا ، أصبحت المعارض وصالات العرض خاوية على عروشها ، لابيع ولا شراء ، محاولات مكثفة من الشركات لدفع المواطنين لمحاولة الاقتراب فقط ، وليس لمجرد الشراء ، لكن لا حياة لمن تنادي ، وهو ما يدفعنا لابداء وجهة نظر شخصية لتحليل الموقف.

بداية ما أقصده بالمواطنين هم من أصحاب الدخول المرتفعة وفوق المتوسطة ، اتحدث عن فئة تستطيع شراء سيارة يبدأ سعرها من 250 ألف جنيه الى مليون جنيه ، سواء كان الشراء نقدا(كاش) أو بالتقسيط ، لا أتحدث هنا عن أصحاب الأعمال و رجال الاقتصاد ، ولا اتحدث أيضا عن اصحاب الدخول المنخفضة أو تحت المنخفضة.

هؤلاء المواطنون هم أكثر الفئات تضررا مما يحدث في مصر من ارتفاع أسعار وغلاء فاحش ، هم من اعتمدوا على أنفسهم في توفير مسكنهم وملبسهم وعلاجهم وتعليم أولادهم وتدريبهم في النوادي ، لم يأخذوا من الدولة دعما مباشرا ،ولم يطلبوا شيئا سوى تحسين الخدمات العامة ، في مقابل ذلك هم من يدفعون حقوق الدولة (ضرائب ورسوم ) بانتظام.

وهم فعليا يحركون سوق السيارات سواء الجديدة أو المستعملة بالبيع والشراء ، لكن ما حدث لهم خلال السنة الماضية والسنة الحاضرة أربكهم ، افقدهم القدرة على اتخاذ القرار ، جعلهم يخافون من غد.

كيف تطلب من مواطن يمتلك فعليا ثمن سيارة جديدة ، أو على الأقل يملك 50% من ثمنها ، وفي استطاعته تقسيط بقية ثمنها ، اتخاذ القرار بشأنها وهو يسمع خلال أكثر من سنة أن القادم أصعب ، كيف يقدم على الشراء وهو يدفع أسبوعيا ثمن السلعة متزايدا ، كيف يأخذ القرار وهو يسمع ان أسعار الكهرباء والوقود والغاز سترتفع خلال أيام ؟ كيف يفعل هذا ويجد رسالة على هاتفه أو على بريده الالكتروني بارتفاع مصروفات مدرسة أبناؤه 30% ، والمطالبة بسرعة السداد؟

هذا المواطن محاط يوميا بمناخ محبط ، يجعله يفكر كل لحظة في كيفية صموده لمواجهة أعباء الحياة المختلفة ، هو لن يتنازل بسهولة عن الارتقاء بمستواه ومستوى أبناؤه .. ينتظر ان يرى مقدار زيادة الطعام والشراب خلال الأسبوع القادم ، وبعد تلقيه الصدمة ، سيدخل في ارتفاع أسعار الملابس (عيد الفطر) ، وبعدها ينتظر زيادة البنزين والكهرباء ، وما يتبعه في زيادة كل شيء حوله.

كيف بالله عليكم يأخذ هذا المواطن بقرار شراء سيارة ؟ اذا استبعدنا تماما فكرة عدم الاستقرار في العمل التي يواجهها نصف هذه الفئة خلال هذه الايام.

اذا ماذا سيفعل العاملون في سوق السيارات ؟

اعرفهم تقريبا جميعا ، هم يعملون ويفكرون في جميع الاحتمالات ، لم تكن نتائج حملات التخفيض في مارس وأبريل الماضيين جيدة ، استطيع ان أقول انها لم تفعل شيئا تقريبا ، فارتفاع الأسعار هو ما يتم تصديره بانه وراء الاحجام عن الشراء ، لكن هو أبعد ما يكون بالفعل ، لأن ارتفاع الاسعار مضى عليه 9 شهور كاملة ، ومن ثم فالصدمة انتهت.
هو فقط سبب وهمي يتظاهر المواطن بأنه السبب ، لكن في حقيقة الأمر ان سيارته المستعملة تضاعف سعرها أيضا ، اذا هو يعرف جيدا ان ارتفاع أسعار السيارات واحد على الجديد والمستعمل.

الخلاصة : المناخ العام في البلاد بالفعل يدعو للقلق على المستقبل ، يدعو للخوف من القادم ، وبالتالي أصبح الترقب هو سيد الموقف ، الجميع الآن أصبح يتنظر وينظر الى 2018 باعتبارها عام التحول الى الأفضل بإذن الله
.

مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search